الصحيح و الخطأ

الصحيح و الخطأ




كيف نعرف أن معلومة ما نقرأها أو نسمعها صحيحة أو خطأ ؟




فواقعنا يلزمنا أن نعرف الصحيح من الخطأ ؟



فنحن في زمن اختلط الحابل بالنابل



فهل نحن ممن يتحرون الصحيح ليبتعدوا عن الخطأ عند تأييدنا أو مشاركتنا لأي عمل ؟



قضية مهمة للغاية !



الواقع يقول أننا مقلدون !



نفعل ما يفعله الغير ...أيا كان وكيفما كان , وهو أمر محير ولكنه محزن أيضا !



وكأننا لا نربط بين ما نعمله مع ما يترتب عليه ذلك في الدنيا من فساد أو صلاح



أو جزاء أو عقاب في الآخرة !؟



أمر محير فعلا !



عموما دعونا نبحث عن طريقة تعرفنا الصحيح لنتبعه و تعرفنا على الخطأ فنتجنبه



لكيلا نتعلم أمور ديننا نظريا!



ولكي لا نخدع أنفسنا فنخدرها بمعرفة غير عملية وغير واقعية .



الطريق السهل هو في وضع أسس ثابتة لا نحيد عنها ولا تتأثر بتغيرات الزمان و المكان



نحتاج لهذه الأسس الثابتة لكي نواجه أمور هذا الزمن الصعب والمليء بالفتن



والتي يخدمها خدّام الفتن من أعداء الحق ومن أهل الجهل وأهل التعصب


........


من الأسس الثابتة



دوافع العمل و القول أو النية المصاحبة لكل ذلك



فإن كانت الدوافع والنيات لمكاسب شخصية فلا فائدة مرجوة من هذا العمل أو القول



فلا تنتظر ولا ترجو خيرا من عمل نظرته محدودة وشخصية وأنانية



وبما أن معرفة النيات من الأمور الصعبة إن لم تكن مستحيلة



فإننا بحاجة لمقياس أو معيار يحدد صحة النية من فسادها



ولعلنا ننظر إلى فكرة العمل ثم إلى نتائجه المرجوة لتحديد ذلك



فإن كانت الفكرة سلبية أو تؤدي إلى نتائج سلبية كأن تثير فتنة أو تزيد من فرقة



فإن الحكم على هذا العمل يكون سلبيا أيضا (أي الرفض)



فطبيعة الإنسان المسلم ايجابية وطبيعة أعماله خيرية



مهما قدم صاحب الفكرة أو العمل السلبي من تبريرات



والمسلم أيضا ليس ميكافيليا



أي( ليس ممن يبررون وسائلهم بالمقاصد والأهداف)



فكلاهما(أي الوسيلة والهدف) يجب أن يكونان في الخير وللخير وبالخير



والالتزام بالأمور الثابتة في الدين غاية في الأهمية



مثل الصدق والعدل والأمانة وحفظ الحقوق



والأمور الخمس الأساسية والثابت حفظها للناس جميعا



هي النفس والعقل والعرض والمال والدين



فلا تعدي ولا إكراه !



أي لا تعدي على هذه الأمور الأساسية



ولا تعدي على حرية الاختيار ( لا إكراه في الدين ) فقد كفل الحق سبحانه ذلك وللجميع



وقد يتحايل البعض لتبرير أعمالهم فيقدمون المتأخر من الواجبات أو يؤخرون المتقدم منها



فحفظ النفس مثلا من الأمور المتقدمة والأساسية والاعتداء عليها جرم كبير



فلا تزهق نفس إلا بالحق



والحق هو ما قاله الحق سبحانه وتعالى لا ما يتأوله المتأولون !









وثاني الأسس هو العلم أو المعرفة




فليس من الحكمة الأخذ من جاهل , فالجاهل أعمى و إتباعه هو نوع من عمى البصيرة !




فتحري مصادر الأفكار والأقوال والأفعال مهم ( فتبينوا )



ولذلك كانت الدعوة للالتزام بما قاله الحق !



وحاليا نحن في زمن هو مصداقا لوصف الحبيب المصطفى



بحيث يصدق الكاذب ويؤتمن الخائن ويتولى الأمور من هم ليسوا أهلا لذلك.



فتحري المصادر هو في نفس الدرجة من الأهمية




وثالث الأسس



في عدم إتباع الهوى ( أو بتعبير آخر التعصب )



فلو أننا في الأصل أردنا إتباع أنفسنا فما الداعي للبحث عن الصحيح و الخطأ ؟



ومتبع الهوى ظالم لنفسه وبوصف القرآن الكريم



فأول الخاسرين هو متبع الهوى أو المتعصب فكريا



أخيرا



للإسلام خصائص تسهل علينا تقييم أي توجه أو أي نظام آخر



و بها نحدد صحة التوجهات أو الأنظمة أو خطأها



و من خصائص الإسلام



الربانية - الشمولية - الوسطية - الإنسانية - الواقعية – العالمية – والجمع بين الثبات والمرونة



وبهذه المفاهيم وبالتزامنا بها ننجو من مروجي أنظمة الفساد وأفكار العدوان وأفعال الظلم



مهما زينها وجملها وروج لها أهل الزيف من كتاب أو إعلاميين أو سياسيين



والذكي هو من رفض استبدال الذي أدنى بالذي هو خير !



والله أعلم


ســـوار