عماار يا مصر

بسمة ويارا تحاربان الألغام بالنبات


في مصر لانعرف الطريق الي الاستثمار في العقول.. لانعرف كيف نبحث عنها ولا كيف نكشف عن طاقات الابداع والابتكار.. في مصر مليون أحمد زويل لكننا لانراهم.. مليون زويل لانقدم لهم شيئا فيكفرون بهذا الوطن ويفرون الي دول أخري تقدر قيمتهم العلمية وترفع منهم.. اسأل عن الاسباب سيحدثونك عن الروتين والبيروقراطية.. سيحدثونك عن ميزانية البحث العلمي.. لكن مهما كانت الاسباب فلايمكن تبرير قتل العلماء المصريين.. لايمكن ان نتركهم لغيرنا يستثمرون فيهم ثم يعيدون تصديرهم إلينا.. في مصر مليون زويل لو تعلمون.. ورد مازال يتفتح لكننا لانعتني به فيصيبهم الاحباط ويركبهم الهم فينصرفون الي من يعرف قدر عقولهم.. لانفترض في هؤلاء القدرة علي المقاومة والقتال خاصة اذا كانوا في سن يحتاجون فيها الي الرعاية والدعم.. نوال الدجوي رئيس مجلس امناء جامعة العلوم الحديثة والآداب «MSA» قامت ومن خلال مركز الابحاث العلمي بالجامعة باكتشاف المواهب العلمية في مدارس مصر كلها وليس في المدارس التابعة لها.. وبدأت تطبيق تجربة"المعرض العلمي التنافسي" في 6محافظات.. في المعرض تنافس الطلاب بأبحاثهم العلمية.. ناقشتهم فيها لجنة علمية ضمت كبار الاساتذة من عدة جامعات.. انبهروا بالابحاث التي قدمها الطلاب.. أبحاث تقدم حلولا علمية وعملية للعديد من المشكلات..ما فعلته نوال الدجوي مبادرة هي الاولي من نوعها في مصر.. المسابقة اشترك فيها 150طالبا بـ93مشروعا وتراوحت أعمارهم مابين 9سنوات و18سنة ممثلين عن 22مدرسة من مختلف محافظات الجمهورية وهي القاهرة والجيزة والاسكندرية والدقهلية وبورسعيد وحلوان.. وتكونت لجنة التحكيم من 38عضوا من العلماء والاساتذة المتخصصين في مختلف المجالات ومن عدة جامعات منهم 8 من كليات الهندسة و8 من كليات الطب و10من كليات العلوم و15 من الخبراء التربويين.. كانت مهمة هؤلاء تقييم المشروعات بالاضافة الي اضافة معلومات جديدة للطلاب.. تنوعت مشروعات المسابقية في 3مجالات وهي علوم الهندسة وفاز بالمركز الاول احمد طارق فهمي وابراهيم محمد هاني من مدرسة سيدي جابر بالاسكندرية بمشروع جهاز مترجم للغة الإشارة للتواصل مع الصم والبكم والاثنان سافرا الي تركيا لتمثيل مصر بمعرض« size =-2>الذي اقيم بمدينة اسطنبول وهناك فاز الاثنان بالمركز الثاني من بين 800 مشروع من جميع بلاد العالم وحصلا علي ميداليات فضية وجائزة مالية.. وفاز بالمركز الثاني في نفس المجال مصطفي خالد نديم من مدرسة دار التربية بمشروع استخدام نبات السبانخ في تصنيع الخلايا الشمسية وسافر مصطفي خالد الي امريكا لتمثيل مصر في معرض"i- sweeep2010" بمدينة هيوستين تكساس.
في مجال علوم الطبيعة والكيمياء والاحياء فاز بالمركز الاول جينا ممدوح جيد من مدرسة دار التربية الامريكية بمشروع العلاقة بين الطبيب والمرض بمصر وسافرت الي امريكا لتمثيل مصر في معرض"isef2009 59thintel" =-2>الذي اقيم بمدينة رينو بولاية نيفادا وهناك حصلت علي المركز الثاني وفازت بميدالية فضية وجائزة مالية ومن نفس المدرسة حصلت أميرة مصطفي بدران علي المركز الاول بمشروع زراعة خلايا جلدية باستخدام البيوتكنولوجي كبديل لترقيع الجلد وسافرت الي امريكا لتمثيل مصر في نفس المعرض وقد وصلت الي التصفيات النهائية لكنها لم تحقق مركزا. أما المركز الثاني فكان من نصيب كارولين محيي سليم من مدرسة دار التربية الامريكية بمشروع التشخيص السريع للبكتيريا المسببة لقرحة المعدة وقد سافرت إلي امريكا لتمثيل مصر بمعرض«2010 sweeep i-» والذي اقيم بمدينة هيوستن تكساس.

في مجال علوم البيئة فازت بالمركز الاول بسمة وليد الشناوي ويارا هشام الشرقاوي من مدرسة دار التربية بمشروع الكشف عن الالغام باستخدام نباتات معالجة جينيا ليتغير لونها من اللون الاخضر الي الاحمر عند التعرض لغازno2 =-2>الذي ينبعث من الالغام وقد سافرت بسمة ويارا الي أمريكا لتمثيل مصر بمعرض"i- sweeep2009" =-2> وهناك حصلتا علي المركز الثاني وحصلتا علي الميدالية الفضية وجائزة مالية.. المشروع الذي تقدمت به يارا وبسمة حاز علي اعجاب لجنة التحكيم هناك.. انتزعتا المركز من بين 450 مشروعا مقدمة من 60دولة و40 ولاية امريكية ولانه مشروع مهم وخطير فقد تم تكريم يارا وبسمة من قبل فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي ورئيس اللجنة القومية لإزالة الألغام.. المشروع خطير ويجب بالفعل تنفيذه فمصر تعاني من الالغام.. تعاني من مشكلة لايد لها فيها.. أكثر من 17 مليون لغم من مخلفات الحرب العالمية الثانية موجودة فقط في منطقة العلمين وأكثر من 5 ملايين لغم منتشرة في سيناء وسواحل البحر الاحمر وخسائر مصر كثيرة من وجود هذه الالغام منها انها فقدت الآلاف من المواطنين بسببها إضافة الي حرمانها من زراعة أراض شاسعة وقد لجأت مصر الي وسائل كثيرة للتخلص من هذه الالغام وجميعها لم تحقق النتائج المرجوة منها.. لم تترك اختراعا إلا وجربته ولا وسيلة الا ولجأت اليها بداية من الاستعانة بالحيوانات مثل الخنازير والقوارض والفراشات وغيرها الي تعقب الألغام بالرنين النووي والآن لدينا مشروع مصري حاز علي إعجاب العلماء في العالم فهل لنا ان نسعي لتحقيقه والاستفادة منه.. فالطالبتان ومن دراسة هذا الموضوع جيدا والقراءة في الموسوعات توصلتا الي استنتاجين في غاية الأهمية الأول ان غازno2 arabidopsis thaliana =-2> يتأثر من وجود هذا الغاز فيغير لونه من الاخضر الي الاحمر ولكن هذا الغاز ضار بالنبات ويتسبب في قتله ففكرت الطالبتان في عمل تعديل جيني في النبات يجعله يقاوم هذا الغاز بل يبالغ في تغيير لونه من اللون الاخضر الي الأحمر بوضوح وبذلك يكون النبات كالعلامة فوق الأماكن المنبعث منها الغاز لتحديد أماكن الالغام وقد قامت بسمة ويارا باستشارة العلماء المتخصصين في التكنولوجيا الحيوية لتنفيذ مشروعهما واعجب به الاساتذة في كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعةmsa =-2> ووفروا لهما كل وسائل المساعدة بداية من اشراف من الاساتذة وحضور محاضرات متخصصة الي التعاون مع طلبة البكالوريوس وتحديدا الطالبة منة الله محمد التي اشرفت علي جميع مراحل التجربة حتي تمكنت يارا وبسمة من الانتهاء من مشروعهما.

في علوم البيئة ايضا فازت بالمركز الثاني دينا نشأت من مدرسة القدس بالإسكندرية بمشروع عن استخدام الماء المالح كوقود للسفن.. دينا سافرت ايضا الي أمريكا لتمثيل مصر في أحد المعارض هناك.. هؤلاء هم علماء المستقبل.. هم الذين يجب ان ندعمهم ونقف بجوارهم ونساندهم بكل قوة.. ورود لابد أن نرويها بدلا من أن يموت بين أيدينا.. لابد ان نستثمره ونستفيد منه حتي لايهاجر الي دول أخري يجد فيها من يقدر عقولهم.


[img][/img]